@ 362 @ ( ^ كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون ( 126 ) وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون ( 127 ) لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص ) * * * * يراهم المؤمنون ، فهذا معنى قوله : ( ^ هل يراكم من أحد ) ثم قال : ( ^ ثم انصرفوا ) فيه معنيان : أحدهما : انصرفوا عن مواضعهم ، والآخر : انصرفوا عن الإيمان ، أي : لم يؤمنوا ولم يقبلوا . .
وقوله : ( ^ صرف الله قلوبهم ) قال أبو إسحاق الزجاج : أضلهم الله مجازاة على كفرهم ( ^ بأنهم قوم يفقهون ) معلوم المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) قرىء في الشاذ : من أنفسكم ، ويقال : إن هذه القراءة قراءة فاطمه - رضي الله عنها - قال يعقوب الحضرمي : طلبت هذا الحرف خمسين سنة فلم أجد له راويا . ومعنى هذا : أشرفكم وأفضلكم . .
والقراءة المعروفة : ( ^ من أنفسكم ) قال قتاده : ومعناه : إن نسبه معروف بينكم .
والقول الثاني : حكى عن جعفر بن محمد - رضي الله عنه - أنه قال : ( ^ من أنفسكم ) معناه : أنه لم يولد إلا من نكاح صحيح إلى زمان آدم . .
والقول الثالث : حكى عن ابن عباس أنه قال : معناه : أنه ليس بطن من بطون العرب إلا وقد ولدت النبي . .
والقول الرابع : أن معنى هذا هو معنى قوله تعالى : ( ^ قل إنما أنا بشر مثلكم ) وإذا كان الرسول بشرا مثل القوم ؛ فيكون أقرب للألفة وأدنى لفهم الحجه . .
وقوله : ( ^ عزيز عليه ما عنتم ) أي : شديد عليه عنتكم ، والعنت : هو المكروه ولقاء الشده ، كانه قال : شديد عليه ما يضركم ويهلككم ، وهو الكفر الذي أنتم عليه . .
وقوله تعالى : ( ^ حريص عليكم ) الحرص : شدة طلب الشىء ، ومعناه : حريص