@ 339 @ .
( ^ يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ( 94 ) سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ( 95 ) يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ) روي أن المنافقين الذين تخلفوا كانوا بضعة وثمانين نفرا ، فلما رجع رسول الله من غزوة تبوك جاءوا يعتذرون ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ( ^ قل لاتعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم ) يعني : فيما سلف ( ^ وسيرى الله عملكم ورسوله ) يعني : في المستأنف ( ^ ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) . .
ثم قال في شأنهم : ( ^ سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم ) الانقلاب : هو الرجوع إلى المكان الذي خرجوا منه ( ^ فأعرضوا عنهم إنهم رجس ) الرجس : هو النتن والقذر ( ^ ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون ) فإن قيل : كيف قال في الآية : ( ^ سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم ) إذا كان المؤمنون مقبلين عليهم حتى يقول : ( ^ لتعرضوا عنهم ) ؟ .
والجواب عنه : ذكر الأزهري في كتابه ' التقريب ' معنى الآية : سيحلفون بالله لكم لإعراضكم عنهم لتقبلوا عليهم ؛ فأعرضوا عنهم . .
ثم قال : ( ^ يحلفون لكم لترضوا عنهم ) الرضا ضد الكراهة ( ^ فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) . .
وفي القصة : ' أن أبا خيثمة رجل من أصحاب رسول الله كان قد تخلف ، وكانت له امرأتان ، فذهب إليهما وقد هيأت كل واحدة منهما طعاما ، وبردت شرابا وبسطت له في الظل ، فنظر إلى ذلك وقال : رسول الله في الضح والذبح ، وأبو خيثمة في الظل ! ما هذا بنصف ، ثم ركب ناقته واتبع رسول الله ، فأدرك النبي وقد نزل