@ 336 @ .
( ^ وجاهدوا مع رسوله استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ( 86 ) رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ( 87 ) لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ( 88 ) أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله ) معنى الآية ظاهر . .
وقوله : ( ^ استأذنك أولوا الطول منهم ) الطول : هو السعة والغنا بإجماع المفسرين ، وقيل : إنه إنما سميت السعة طولا ؛ لأن الإنسان يتطاول بها الناس . .
وقوله : ( ^ وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ) يعني : مع القاعدين عن الجهاد . .
ثم قال : ( ^ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) قال قتادة : الخوالف : هم النساء . وقال غيره : هم أدنياء الناس وسفلتهم ، يقال : فلان خالفه قومه إذا كان دونهم . قوله : ( ^ وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ) طبع : ختم ، ويقال : الطبائع نكت سوداء تقع على القلب ، يعرف بها الملك المنافق من المؤمن . .
قوله تعالى : ( ^ لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ) معناه معلوم . .
وقوله : ( ^ وأولئك لهم الخيرات ) فيه أقوال : .
أحدها : أن الخيرات : هي الغنائم ، والآخر : أن الخيرات : هي الحور في الجنة ، وواحدتها : خيرة ؛ قال الله تعالى : ( ^ فيهن خيرات حسان ) يعني : الحور . .
والقول الثالث : أن الخيرات لا يعلم معناها إلا الله . حكي هذا عن ابن عباس ، ومثل هذا : قوله تعالى : ( ^ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ) . .
( ^ وأولئك هم المفلحون ) قد بينا المعنى .