@ 311 @ .
( ^ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده ) * * * * .
قوله : ( ^ إذ يقول لصاحبه ) أي : لأبي بكر - رضي الله عنه - باتفاق أهل العلم . .
وروي أن النبي قال : ' أبو بكر صاحبي في الغار ، وصاحبي على الحوض ' . .
وعن الحسين بن الفضل البجلي أنه قال : من قال : إن أبا بكر ليس بصاحب رسول الله فهو كافر ، لإنكاره نص القرآن ، وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعا ولا يكون كافرا . .
قوله : ( ^ لا تحزن إن الله معنا ) روي ' أن النبي لما خرج مع أبي بكر - رضي الله عنه - أمر عليا حتى اضطجع على فراشه ، وذكر له أنه لا يصيبه سوء ، وخرج مع أبي بكر قبل الغار ، وجاء المشركون يقصدون النبي فقام علي - رضي الله عنه - من مضجعه فقالوا له : أين صاحبك ؟ قال : لا أدري ، فخرجوا في طلبه يقتفون أثره حتى وصلوا إلى الغار ، فلما أحس أبو بكر - رضي الله عنه - بهم خاف خوفا شديدا ، وقال : يا رسول الله ، إن أقتل يهلك واحد ، وإن تقتل تهلك هذه الأمة ، فقال له النبي : لا تحزن إن الله معنا ' . وقد ثبت أن النبي قال له : ' يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ' . وفي القصة : أن الله تعالى أنبت ثمامة على فم الغار ، وهي شجرة صغيرة ، وألهم حمامة حتى فرخت ، وألهم عنكبوتا حتى نسجت . .
قوله تعالى : ( ^ فأنزل الله سكينته عليه ) فيه قولان : أحدهما : على النبي . وهو اختيار الزجاج . .
والآخر : أنه على أبي بكر ، وهو قول الأكثرين ؛ لأن السكينة هاهنا ما يسكن به