@ 301 @ .
( ^ خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم ( 28 ) قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم ) * * * * أمر معايشنا ؟ وخافوا الفقر وضيق العيش ، فقال الله تعالى لهم : ( ^ وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء ) فروي أنه أسلم أهل جرش - بالجيم معجمة - وصنعاء ، وسائر نواحي اليمن ، وجلبوا الميرة الكثيرة إلى أهل مكة ، ووسع الله عليهم ( ^ إن الله عليم حكيم ) ومعناه ظاهر . .
قوله تعالى : ( ^ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ) فإن قال قائل : إن أهل الكتابين يؤمنون بالله واليوم الآخر ، فكيف معنى الآية ؟ .
الجواب من وجهين : .
أحدهما : أنهم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر كإيمان المؤمنين ؛ فإنهم قالوا : عزير ابن الله ، وقالوا : المسيح ابن الله ، وقالت اليهود : لا أكل ولا شرب في الجنة . .
والجواب الثاني : أن كفرهم ككفر من لا يؤمن بالله واليوم الآخر في عظم الجرم . .
قوله تعالى : ( ^ ولا يدينون دين الحق ) قال أبو عبيدة : ولا يطيعون الله كطاعة أهل الحق . .
قوله : ( ^ من الذين أوتوا الكتاب حتى يطعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) قال قتادة : ' عن يد ' : عن قهر وذل . وقال غيره : ' عي يد ' أي يعطي بيده . وفيه قول ثالث : ' عن يد ' أي : عن إقرار بإنعام أهل الإسلام عليهم ( ^ وهم صاغرون ) روي عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال : معناه : وهم مذمومون . وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال : يؤخذ ويوجأ في عنقه ، فهذا معنى الصغار . وقال غيره : يؤخذ منه وهو قائم ، والآخذ جالس . وقيل : إنه يلبب ويجر إلى موضع الإعطاء بعنف . وعند الشافعي - رضي الله عنه - معنى الصغار : هو جريان أحكام الإسلام