@ 240 @ ( ^ صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ( 190 ) أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ( 191 ) ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون ( 192 ) وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ( 193 ) إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ) * * * * ابتداء كلام بعد الأول ، وأراد به : إشراك أهل مكة ، ولئن أراد به الإشراك الذي سبق استقام الكلام ؛ لأنه كان الأولى ألا يفعل ما أتى به من الإشراك في الاسم ، وكان ذلك زلة منه ، فلذلك قال : ( ^ فتعالى الله عما يشركون ) وفي الآية قول آخر : أن هذا في جميع بني آدم . قال عكرمة : وكأن الله يخاطب به كل واحد من الخلق بقوله : ( ^ هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) يعني : خلق كل واحد من أبيه ( ^ وجعل منها زوجها ) أي : جعل من جنسها زوجها ( ^ ليسكن إليها ) يعني : كل زوج إلى زوجته ( ^ فلما تغشاها ) أي : وطئها ( ^ حملت حملا خفيفا فمرت به ) وهذا قول حسن في الآية . .
وقيل : إنما عبر بآدم وحواء عن جميع أولادهما ؛ لأنهما أصل الكل ، والأول أشهر وأظهر ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير . وجماعة المفسرين كلهم قالوا : إن الآية في آدم وحواء كما بينا . .
قوله تعالى : ( ^ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) يعني : الأصنام لا يخلقون شيئا بل هم مخلوقون ( ^ ولا يستطيعون لهم نصرا ) أي : منعا ( ^ ولا أنفسهم ينصرون ) . .
قوله تعالى : ( ^ وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم ) هذا في قوم مخصوصين علم الله أنهم لا يؤمنون ( ^ سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) أي : سواء دعوتموهم أو لم تدعوهم لا يؤمنون ) .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) . فإن قال قائل : كيف تكون الأصنام عبادا أمثالنا ؟ قيل : قال مقاتل : أراد به الملائكة . والخطاب مع قوم كانوا