@ 186 @ ( ^ وما كنتم تستكبرون ( 48 ) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ( 49 ) ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ( 50 ) الذين ) * * * * للكفار ما قالوا ، ثم ينظرون إلى أهل الجنة ؛ فيرون خبابا ، وعمارا ، وبلالا ، وصهيبا ونحوهم ، فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار : ( ^ أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) يعني : أهؤلاء الذين حلفتم أنهم لا يدخلون الجنة ، وقد دخلوا ، يعني : خبابا ، وعمارا ، ونحوهما . .
ثم يقول الله - تعالى - : ( ^ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) وفيه قول آخر : أن أصحاب الأعراف إذا قالوا لأولئك الكفار ما قالوا ؛ يقول الكفار لهم : إن دخلوا أولئك الجنة ونحن في النار فأنتم لم تدخلوا الجنة بعد ، فيعيرونهم على ذلك ، ويحلفون أنهم ( لا يدخلون ) الجنة ؛ فيقول الله - تعالى - لأولئك الكفار : ( ^ أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ) يقوله لأصحاب الأعراف ؛ فيدخلهم الجنة ( ^ ولا أنتم تحزنون ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ) في هذا دليل على أنهم كما يعذبون بالنار ؛ فيكون عليهم عذاب الجوع والعطش مع عذاب النار ؛ حتى يسألوا الطعام والشراب . .
وفي الخبر ' أن الرجل من أهل النار يرى أخاه أو قرينه في الجنة ؛ فيقول له من النار : يا أخي أغثني بشربة ماء فقد احترقت . فيقول : إن الله حرمه على الكافرين ؛ فذلك قول الله - تعالى - : ( ^ قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ) يعني : الطعام والشراب ، وهذا تحريم منع لا تحريم تعبد ، واعلم أن لسقي الماء أجر عظيم ، وفي الخبر عن النبي أنه قال : ' من سقى مؤمنا شربة ماء ؛ بعده الله من جهنم شوط فرس ' .