@ 166 @ ( ^ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ( 8 ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ( 9 ) ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم ) * * * * يوزن ؟ اختلفوا ، قال بعضهم : توزن صحائف الأعمال ، وقيل : يوزن الأشخاص ؛ وعليه دل قول عبيد بن عمير أنه قال : ' يؤتى بالرجل العظيم الطويل ، الأكول والشروب ، يوم القيامة ، فيوزن فلا يزن عند الله جناح بعوضة ' وقد روى هذا مرفوعا . .
وقيل : توزن الأعمال ، فإن الأعمال الحسنة تأتي على صورة حسنة ، والأعمال السيئة تأتي على صورة قبيحة ؛ فذلك الذي يوزن ، وفي الخبر ' أن ذلك الميزان له كفتان ، كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب ' ، والميزان للكل واحد ، وقيل لكل واحد ميزان . ( ^ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) . .
( ^ ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ) أي : غبنوا أنفسهم ( ^ بما كانوا بآياتنا يظلمون ) قال الحسن : إنما ثقل ميزان من ثقل ميزانه باتباع الحق ، وحق لميزان وضع فيه الحق أن يثقل ، وإنما خف ميزان من خف ميزانه باتباع الباطل ، وحق الميزان لم يوضع فيه إلا الباطل أن يخف . .
ويروى عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : ' كان رسول الله نائما ذات يوم ، ورأسه في حجري ، فبكيت ، فقطرت دموعي على خده ؛ فانتبه رسول الله فقال : مالك ؟ قلت : ذكرت القيامة وأهوالها ، فهل يذكر أحد أحدا يومئذ ؟ فقال : أما في ثلاثة مواطن فلا : عند الميزان حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف ، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أن صحيفته توضع في يمينه أو [ في ] شماله ، وعلى