@ 165 @ ( ^ تذكرون ( 3 ) وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتاً أو هم قائلون ( 4 ) فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ( 5 ) فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين ( 6 ) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ( 7 ) والوزن يومئذ ) * * * * .
قاله الفرزدق . .
( ^ فجاءها بأسنا بياتا ) أي : عذابنا بياتا ( ^ أو هم قائلون ) وتقديره : ليلا وهم نائمون ، أو نهارا وهم قائلون ، من القيلولة . .
قال الزجاج : ' أو هم قائلون ' أو لتصريف العذاب ، يعني : مرة بالليل ، ومرة بالنهار كما بينا ، فإن قال قائل : قد قال : ( ^ وكم من قرية أهلكناها ) فما معنى قوله : ( ^ فجاءها بأسنا ) وكيف يكون مجيء البأس بعد الإهلاك ؟ قيل : معنى قوله : ( ^ أهلكناها ) أي : حكمنا بإهلاكها ؛ فجاءها بأسنا ، وقيل : قوله : ( ^ فجاءها بأسنا ) هو بيان قوله : ( ^ أهلكناها ) ، وقوله : ( ^ أهلكناها ) هو قوله : ( ^ فجاءها بأسنا ) وهذا مثل قول القائل : أعطيتني فأحسنت إلي ، لا فرق بينه وبين قوله : أحسنت إلى ما أعطيتني ، وأحدهما بيان للآخر ، كذلك هذا . .
قوله - تعالى - : ( ^ فما كان دعواهم ) أي : دعاؤهم ، قال سيبويه : تقول اللهم اجعلني في دعوى المسلمين ، أي : في دعاء المسلمين فقوله : ( ^ فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ) معناه : لم يقدروا على رد العذاب حين جاءهم العذاب ، وكان حاصل أمرهم أن اعترفوا بالخيانة حين لا ينفع الاعتراف . .
قوله - تعالى - : ( ^ فلنسألن الذين أرسل إليهم ) هذا سؤال توبيخ ، لا سؤال استعلام ، يعني : نسألهم عما عملوا فيما بلغهم ( ^ ولنسألن المرسلين ) عن الإبلاغ ( ^ فلنقصن عليهم بعلم ) أي : نخبرهم بما عملوا عن بصيرة وعلم . .
( ^ وما كنا غائبين ) فإنه - جل وعلا - مع كل أحد بالعلم والقدرة . .
قوله - تعالى - : ( ^ والوزن يومئذ الحق ) قال مجاهد : معناه : القضاء يومئذ بالحق والعدل ، وأكثر المفسرين على أنه أراد به : الوزن بالميزان المعروف ، وهو حق ، وكيف