@ 506 @ ( ^ بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ( 171 ) لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر ) * * * * أحدها : أنه كان له روح كسائر الأرواح ، إلا أن الله - تعالى - أضافه إلى نفسه تشريفا . .
والثاني : أنه تحيا به القلوب ، كما تحيا الأبدان بالروح . .
الثالث : أن الروح : هو النفخ الذي نفخ في مريم جبريل بإذن الله ؛ فسمى ذلك النفخ روحا . .
( فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة ) وكانت النصارى يقولون بالثلاثة ، كانوا يقولون : ابن ، وآب ، وروح القدس ، وهذا معنى قوله - تعالى - : ( ^ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) وقوله : ( ^ انتهوا خيرا لكم ) تقديره : يكن الانتهاء خيرا لكم . .
( ^ إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد ) واعلم أن الله - تعالى - كما لا يجوز له أن يتخذ ولدا ، لا يجوز عليه التبني ؛ فإن التبني إنما يكون حيث يكون به الولد ، فإذا لم يتصور لله ولد ولم يجز عليه التبني ( ^ له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ) الاستنكاف : التكبر مع الأنفة ، ومعناه : لن يأنف المسيح أن يكون عبدا ( ^ ولا الملائكة المقربون ) واستدل بهذه الآية من ذهب إلى تفضيل الملائكة على البشر ؛ لأن الله تعالى ارتقى من عيسى إلى الملائكة ، وليس في الآية مستدل ، وإنما قال : ( ولا الملائكة المقربون ) [ لا ] لامتناع مكانهم ومقامهم على مقام البشر ، وإنما قال ذلك على ما عند النصارى ،