@ 504 @ ( ^ وكفى بالله شهيدا ( 166 ) إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا ( 167 ) إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا ( 168 ) إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ( 169 ) يا أيها الناس قد جاءكم ) * * * * .
قوله - تعالى - ( ^ لكن الله يشهد بما أنزل إليك ) سبب نزول الآية : أن قوما من علماء اليهود حضروا عند النبي ، فقال لهم : ' أنتم تعلمون أنى رسول الله ؟ فقالوا : لا نعلم ذلك ؛ فنزل قوله : ( ^ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه ) ' أي : مع علمه ، كما يقال : جاءني فلان بسيفه ، أي : مع سيفه ، وفيه دليل على أن لله علما ، هو صفته ، خلاف قول المعتزلة خذلهم الله . .
( ^ والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ) فإن قيل : إذا شهد الله له بالرسالة ، فأي حاجة إلى شهادة الملائكة ؟ قيل : لأن الذين حضروا عند النبي ، كان عندهم أنهم علماء الأرض ؛ فقالوا : نحن علماء الأرض ، ونحن ننكر رسالتك ، فقال الله تعالى : إن أنكره علماء الأرض ، يشهد به علماء السماء ، وهم الملائكة ، على مقابلة زعمهم وظنهم ؛ لا للحاجة إلى شهادتهم ؛ فإنه قال : ( ^ وكفى بالله شهيدا ) . .
قوله - تعالى - : ( ^ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) صدهم عن سبيل الله كان بكتمان نعت محمد ( ^ قد ضلوا ضلالا بعيدا ) أي : هلكوا ، والضلال : الهلاك . قوله - تعالى - : ( ^ إن الذين كفروا وظلموا ) فإن قال قائل : أي معنى لقوله : ( ^ وظلموا ) وقد قال : ( ^ كفروا ) وظلمهم كفرهم ؟ قيل : معناه : كفروا بالله ، وظلموا محمدا بكتمان نعته . .
وقيل : ذكره تأكيدا ( ^ لم يكن الله ليغفر لهم ) في هذا إشارة إلى أن الله - تعالى - لو غفر للكافرين أجمع ، كان يسع ذلك رحمته ، لكنه قطع القول بأن لا يغفر لهم ،