@ 56 @ ( ^ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ( 21 ) ) * * * * .
الله لذهب بما استفادوا من العز والأمان الذي لهم بمنزله السمع والبصر . .
والثاني معناه : ولو شاء الله لذهب بأسماعهم وأبصارهم الظاهرة ؛ كما ذهب بأسماعهم وأبصارهم الباطنة . ( ^ إن الله على كل شيء قدير ) يعني : قادر . .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الناس اعبدوا ربكم . . . ) الآية ، قال ابن عباس : كل ما ورد في القرآن من قوله ( ^ يا أيها الناس ) فإنما نزل بمكة ، وكل ما ورد من قوله : ( ^ يا أيها الذين آمنوا ) فإنما نزل بالمدينة . .
وقوله : ( ^ يا أيها الناس ) يعنى : يا هؤلاء الناس . وهذا وإن عمت صيغته ولكن دخله الخصوص ؛ فإنه لا يتناول الصغار والمجانين . ( ^ اعبدوا ) أي : وحدوا . .
قال ابن عباس : كل ما ورد في القرآن من العبادة فهو بمعنى التوحيد ، وكل ما ورد في القرآن من التسبيح والسبحة فهو بمعنى الصلاة . .
وقوله : ( ^ اعبدوا ربكم الذي خلقكم ) أي : وحدوا الله الذي خلقكم . وإنما خاطبهم به ؛ لأن الكفار مقرون أن الله خالقهم ، والخلق : هو اختراع الشيء على غير مثال سبق . ( ^ والذين من قبلكم ) أي : وخلق الذين من قبلكم . فإن قيل : أي فائدة في قوله : ( ^ والذين من قبلكم ) فإن من عرف أن الله خالقه فقد عرف أنه خالق غيره من قبله ؟ قيل : فائدته المبالغة في البيان ، أو يقال : فائدته المبالغة في الدعوة ، يعنى : إذا كان الله خالقكم وخالق من قبلكم فلا تعبدوا إلا إياه . وفيه إشارة لأنه خلق الأولين وأماتهم وابتلاهم في الدنيا والآخرة ؛ فأشار بهذا إلى أنى أفعل بكم ما فعلت بهم . .
( ^ لعلكم تتقون ) قيل معناه : لكي تتقوا ، قاله أبو عبيدة ، وقيل معناه : كونوا