@ 295 @ عبث ولا هزل ، ثم ذكر تفصيلا آخر بعده ، فجعل البعض محكما و البعض متشابها . .
( ^ فأما الذين في قلوبهم زيغ ) قال مجاهد : الزيغ : اللبس . وقيل : هو الشرك ، وقيل : هو الشبهات التي تتعلق بالقلب ( ^ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) يعني : أن الذين في قلوبهم زيغ يغلون في طلب التأويل للمتشابه ؛ فيقعون على التأويل المظلم ؛ فذلك ابتغاء الفتنة ؛ لأن من غلا في الدين ، وطلب تأويل ما لا يعلمه إلا الله ، يقع في الفتنة ، ويكون مفتونا ، وخير الدين : النمط الأوسط الذي ليس فيه غلو ولا تقصير . .
ثم اختلفوا في الذين يتبعون ما تشابه من هم ؟ قيل : هم اليهود الذين قالوا : مدة أمة محمد على حروف التهجي ، وقيل : هم النصارى من وفد نجران ، حيث قالوا لرسول الله : ما تقول في عيسى ؟ فقال : عبد الله ورسوله ، قالوا : فهل تقول : أنه كلمة الله وروح منه ؟ فقال : نعم ، قالوا : حسبنا الله . واتبعوا ما تشابه من قوله : كلمة الله وروح منه . وقيل : هم الغالون في طلب التأويل واتباع المتشابه ، وروت عائشة ' أن النبي قرأ هذه الآية ، ثم قال : إذا رأيتم الذين يجادلون في الآيات فاحذروهم فهم هم ' . .
قوله تعالى : ( ^ وما يعلم تأويله إلا الله ) استأثر الله تعالى بعلم التأويل ، وقطع أفهام العباد عنه ، والفرق بين التأويل والتفسير : أن التفسير : هو ذكر المعنى الواضح ، كما تقول في قوله : ( ^ لا ريب فيه ) أي : لا شك فيه ، وأما التأويل : هو ما يؤول المعنى إليه ، ويستقر عليه . ثم الكلام في الوقف ، فاعلم : أن أبي بن كعب وعائشة