@ 294 @ ( ^ آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ) * * * * .
آخر الآيات الثلاث ، وأما المتشابهات : حروف التهجي في اوائل السور . وقال عكرمة ومجاهد : المحكمات : الحلال والحرام ، وما سواه كله من المتشابهات ؛ لأنه يشبه بعضها بعضا في الحق ، والتصديق ، يصدق بعضه بعضها . .
وقال الضحاك : المحكمات : الناسخات ، و المتشابهات : المنسوخات . .
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : المحكمات ما أوقف الله تعالى الخلق على معناها ، والمتشابهات ما لا يعقل معناها ، ولا يعلمها إلا الله . وفيه قولان آخران : أحدهما : أن المحكمات ما لا يشتبه معناها ، و المتشابهات ما يشتبه ويلتبس معناها . والقول الثاني : أن المحكمات ما يستقل بنفسه في المعنى ، [ والمتشابهات ] ما لا يستقل بنفسه في المعنى إلا بنوع استدلال ، أو رد إلى غيره ؛ وإنما سميت محكمات من الإحكام ؛ ( كأنه ) أحكمها ؛ فمنع الخلق من التصرف فيها ؛ لظهورها ( ووضوح ) معناها . .
( ^ هن أم الكتاب ) أي : أصل الكتاب ، فإن قال قائل : لم لم يقل : هن أمهات الكتاب ؟ قيل : قال الفراء : تقديره : هن الشيء الذي هو أصل الكتاب . وقال غيره : معناه : كل واحدة منهن أصل الكتاب ، كما يقال : القوم أسد على ، أي : كل واحد منهم أسد على ، ومعناه : هن أصل الكتاب ؛ لأن الخلق يفزعون إليه ، كما تفزع الفروع إلى الأصول ، فإن قال قائل : كيف فرق ها هنا بين المحكمات والمتشابهات ، وسمى كل القرآن متشابها في قوله تعالى ( ^ الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها ) . وسمى الكل محكما حيث قال : ( ^ الر . كتاب أحكمت آياته ) ؟ قلنا : لما ذكر هنالك ( ^ كتابا متشابه ) على معنى : أنه يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق ، وإنما ذكر في الموضع الآخر ( ^ أحكمت آياته ) على معنى أن الكل حق وجد ، ليس فيه