@ 197 @ الغلام . .
قال : ثم رجع ، فأمر به الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه ، فانطلقوا إلى البحر ، فغرق الله الذين كانوا معه وأنجاه ، فقال الغلام : إنك لا تقتلني حتى تصلبني وترميني ، وتقول إذا رميتني : باسم الله رب هذا الغلام . .
قال : فأمر به فصلب ثم رماه ، وقال : باسم الله رب هذا الغلام . .
قال : فوضع الغلام يده على صدغه حين رمى به ثم مات ، فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد ، فإنا نؤمن برب الغلام . .
قال : فقيل للملك : [ أجزعت ] إن خالفك ثلاثة ، فهذا العالم كلهم قد خالفوك . .
قال : فخد أخدودا ، ثم ألقى فيها الحطب والنار ، ثم جمع الناس . .
فقال : من رجع عن دينه تركناه ، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار ، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود . .
قال : يقول الله تعالى : ( ^ قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ) حتى بلغ ( ^ ذو العرش المجيد ) قال : فأما الغلام فإنه دفن . .
قال : فذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب ، وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل ' . .
قال أبو عيسى : حديث حسن غريب ( صحيح ) . .
قال رضي الله عنه : أخبرنا بهذا الحديث أبو عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد ، أخبرنا أبو العباس بن سراج ، أخبرنا أبو العباس [ المحبوبي ] ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر . . . الخبر . .
وذكر مسلم هذا الخبر في كتابه ، وخالف في مواضع أخر منه . .
وفي بعض الروايات : أن اسم ذلك الغلام كان عبد الله بن التامر . .
قال محمد بن إسحاق : حفر في زمن عمر - رضي الله عنه - حفيرة ، فوجدوا عبد الله بن التامر ، ويده على صدغه فكان كلما أخروا يده عن ذلك الموضع ( انثعب ) دما ، وإذا تركوا