@ 196 @ عليهم عدوهم ، فاختاروا النقمة ، فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال : وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر ، قال : كان ملك من الملوك ، وكان لذلك الملك كاهن يكهن له ، فقال ( الكاهن ) : انظروا لي غلاما ( فهما ) - أو قال فطنا لقفا - فأعلمه علمي هذا ، فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم ، ولا يكون فيكم من يعلمه . .
قال : فنظروا له على ما وصف ، وأمروه أن يحضر ذلك الكاهن وأن يختلف إليه . .
قال : فجعل يختلف إليه ، وكان على طريق الغلام راهب في صومعة - قال معمر : أحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين - قال : فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به ، فلم يزل به حتى أخبره ، فقال : إنما أعبد الله . قال : فجعل الغلام يمكث عند الراهب ، ويبطئ عن الكاهن ، فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام إنه لا يكاد يحضرني ، فأخبر الغلام الراهب بذلك ، فقال له الراهب : إذا قال لك الكاهن : أين كنت ؟ فقل : عند أهلي ، فإذا قال لك أهلك : أين كنت ؟ ( فأخبرهم أنك ) كنت عند الكاهن . .
قال فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثير قد حبستهم دابة - وقال بعضهم : إن الدابة كانت أسدا - قال : فأخذ الغلام صخرا وقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتله ، ثم رمى فقتل الدابة . .
فقال الناس : من قتلها ؟ فقالوا : الغلام ، ففزع الناس وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد . .
قال : فسمع به أعمى ، وقال له : إن أنت رددت بصري فلك كذا كذا . .
فقال له : لا أريد منك هذا ، ولكن إن أنت شرطت إن رجع إليك بصرك أن تؤمن بالذي رده عليك فعلت ؟ قال : فدعا الله فرد عليه بصره ، فآمن الأعمى ، فبلغ الملك أمرهم ، فبعث إليهم ، فأتي بهم فقال : لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل [ بها ] صاحبه ، فأمر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله ، وقتل الآخر بقتلة أخرى ، ثم أمر بالغلام فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه ، فلما انتهوا إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون ، حتى لم يبق منهم إلا