@ 183 @ .
( ^ ( 24 ) يسقون من رحيق مختوم ( 25 ) ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ( 26 ) ومزاجه من تسنيم ( 27 ) عينا يشرب بها المقربون ( 28 ) إن ) . مثل قوله تعالى : ( ^ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) . .
وقوله : ( يسقون من رحيق مختوم ) روى مسروق عن ابن مسعود ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس أنهما قالا : الرحيق هو الخمر وقيل : هو الشراب الذي لا غش فيه . .
وقوله : ( ^ مختوم ) أي : لم تمسسه الأيدي . .
وقوله : ( ^ ختامه مسك ) قال إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير : آخره رائحة المسك ، وطعمه طعم ألذ الأشربة . .
وعن جماعة من المفسرين أنهم قالوا : إذا بلغ آخر الشرب وجد رائحة المسك والمعنى : أن الشراب الذي يكون في الدنيا يكون في آخره الكدر ، وما تكرهه النفس ، فذكر الله تعالى أن شراب الآخرة على خلافه . .
وقرأ علي - رضي الله عنه - ' خاتمة مسك ' وقرأ عيسى بن عمر ' خاتِمة مسك ' بكسر التاء ، وقيل في معنى قوله تعالى : ' خاتَمَهُ مسك ' بفتح التاء أي : ( طينته ) مسك وفي قوله : ' خاتِمَهُ مسك ' بكسر التاء أي : آخره وعاقبته . .
وقوله : ( ^ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) أي : فليتبادر المتبادرون ، والمنافسة إظهار شدة الطلب ، وقيل : هي المسابقة إلى التحصيل . .
وقوله : ( ^ ومزاجه من تسنيم ) قال سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وعلقمة عن ابن مسعود : هو أشرف شراب لأهل الجنة يشربه المقربون صرفا ، ويمزج للأبرار ، ومثله رواه منصور عن مالك بن الحارث . .
وقيل في التسنيم : هو عين تتسنم على أهل الجنة من الغرف ، وقيل : هو عين من ماء . .
وقوله : ( ^ عينا يشرب بها المقربون ) قد بينا ، ونصب عينا بمعنى : أعني عينا ، أو أريد عينا .