@ 182 @ ( ^ يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ( 17 ) كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ( 18 ) وما أدراك ما عليون ( 19 ) كتاب مرقوم ( 20 ) يشهده المقربون ( 21 ) إن الأبرار لفي نعيم ( 22 ) على الأرائك ينظرون ( 23 ) تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) . ربهم يومئذ لمحجوبون ) في حق الكفار عقوبة لهم ، فلو قلنا : إن المؤمنين يحجبون ، لم يصح عقوبة الكفار به . .
وقد ذكر الكلبي في تفسيره عن ابن عباس في هذه الآية : أن المؤمنين يرونه في الجنة ، ويحجب الكفار . .
وعن الحسين بن الفضل قال : كما حجبهم في الدنيا عن توحيده ، كذلك في الآخرة عن رؤيته . .
وقوله : ( ^ ثم إنهم لصالوا الجحيم ) أي : لداخلوا الجحيم . .
وقوله : ( ^ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) يقال لهم ذلك على طريق التوبيخ والتعبير . .
قوله تعالى : ( ^ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ) قال الفراء : ارتفاع بعد ارتفاع . .
وقال كعب : يقبض روح المؤمن فيصعد به إلى السماء ، فتتلقاه الملائكة إلى أن تبلغ السماء السابعة ، فيوضع تحت العرش . .
يقال : إن الكتاب هو كتاب الأعمال ، وقد بينا أنه أظهر القولين ، والمعنى : أنه يوضع في أعلى الأمكنة إظهارا لخسة عمل الفجار . .
وقوله : ( ^ وما أدراك ما عليون ) قال الزجاج : لم يدر حتى أعلمه الله . .
وقوله : ( ^ كتاب مرقوم يشهده المقربون ) أي كتاب مكتوب ، أو كتاب عليه علامة القبول ، يشهده الملائكة ، وقيل : يشهده مقربو كل سماء . .
قوله تعالى : ( ^ إن الأبرار لفي نعيم ) أي : في نعيم الجنة . .
وقوله : ( ^ على الأرائك ينظرون ) الأرائك جمع أريكة ، وهي السرر في الحجال كما بينا . .
وقوله : ( ^ تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) أي : بهجة النعيم وحسنها . .
وهو