@ 149 @ ( ^ هل أتاك حديث موسى ( 15 ) إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ( 16 ) اذهب إلى فرعون إنه طغى ( 17 ) فقل هل لك إلى أن تزكى ( 18 ) وأهديك إلى ربك فتخشى ( 19 ) فأراه الآية الكبرى ( 20 ) ) . .
( من بعد ما كنا عظاما ناخرة % ) .
قوله تعالى : ( ^ هل أتاك حديث موسى ) أي : قد أتاك . .
وقوله : ( ^ إذ ناداه ربه بالواد المقدس ) أي : المطهر . .
وقوله : ( ^ طوى ) أي : طوى بالبركة والتقديس مرتين ، وقيل : سماه طوى لأن موسى وطئه بقدمه ، وقيل : إنه اسم الوادي وقيل : هو الأرض التي بين المدينة ومصر . .
وقرأ الحسن : ' طوى ' بكسر الطاء ، والمعروف طوى ، وهو غير مصروف لأنه اسم البقعة من الوادي وهو معروف وعن الزجاج قال : يجوز أن يكون معدولا من طاو ، فلهذا لم يصرف مثل : عمرو معدول عامر ، وقرئ : مصروفا وأنشدوا : .
( ^ أعاذل إن اللوم في غير كنهه % على طوى من غيك المتردد ) . .
وقول : ( ^ اذهب إلى فرعون إنه طغى ) قد بينا ، والطغيان هو مجاوزة الحد . .
وقوله : ( ^ فقل هل لك إلى أن تزكى ) وقرئ : ' تزكى ' بالتشديدين . .
قال أبو عمرو ابن العلاء : لا يجوز بالتشديدين ، ويجوز بالتخفيف ؛ لأن تزكى هو من إعطاء الزكاة . .
وقوله : ( ^ تزكى ) هو الدخول في طهارة الإسلام ، وتابعه أبو عبيد على هذا [ وذكر ] النحاس في تفسيره : أن هذا غلط ، وتزكى وتزكى بمعنى واحد ، فتزكى مدغم ، وتزكى محذوف منه يقال : زكاه الله أي : طهره بالإسلام فتزكى ويقال أيضا لمن أعطى زكاة ماله : تزكى . .
وقوله : ( ^ وأهديك إلى ربك فتخشى ) أي : إذا أصبت الهداية حسنت منك . .
وقوله : ( ^ فأراه الآية الكبرى ) يقال : ( هي ) العصا ، وقيل : إنها اليد البيضاء ، ويقال : كلاهما .