@ 139 @ ( ^ للطاغين مآبا ( 22 ) لابثين فيها أحقابا ( 23 ) لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ( 24 ) ) . .
وقوله : ( ^ لابثين فيها أحقابا ) الحقبة في اللغة قطعة من الزمان مثل الحين . .
قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا : .
( وكنا كندماني جذيمة حقبة % من الدهر حتى قيل لن يتصدعا ) .
أي : قطعة ، وأما المنقول في التفاسير عن السلف في معنى الحقب : فأظهر الأقوال أنه ثمانون سنة ، كل سنة ثلثمائة وستون يوما ، كل يوم ألف سنة ، وهو مروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وسعيد بن جبير ، وقتادة وغيرهم ، ومثله عن أبي هريرة . .
وعن بعضهم : أنه ثلثمائة سنة ، كل سنة ثلثمائة وستون يوما ، كل يوم مثل مدة الدنيا ، وعن بعضهم : بضع وثمانون عاما ، فإن قيل : هذه الآية تدل على أن عذاب الكفار ينقطع عند مضي الأحقاب ؟ والجواب من وجوه : ( أحدها ) : أن معناه لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا أي : يعذبون بهذا النوع من العذاب أحقابا ، وثم أحقاب أخر لسائر أنواع العذاب ، قاله المبرد . .
والوجه الثاني : وهو أن معنى لابثين فيها أحقابا لا تخبو عنهم النار ، فإذا خبت النار وزيدوا سعيرا لبثوا أبدا والوجه الثالث : ما قاله ابن كيسان ، وهو أن معناه لابثين فيها أحقابا إلى أحقاب لا تنقطع أبدا . .
قال النحاس : وهو أبين الأقوال . .
وقوله : ( ^ لا يذوقون فيها بردا ) قال ثعلب ، نوما ، وتقول العرب : منع البرد ، والبرد أي : نوم ، وقال الشاعر : .
( فإن شئت حرمت النساء سواكم % وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا ) .
النقاخ الماء الزلال وقيل : ' بردا ' أي : ( راحة ) ، وقيل : ' بردا ' لا يبرد عنهم حر السعير ولهبه . .
وقوله : ( ^ ولا شرابا ) أي : لا يسكن منهم العطش .