@ 103 @ .
( ^ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ( 5 ) يسأل أيان يوم القيامة ( 6 ) فإذا برق البصر ( 7 ) وخسف القمر ( 8 ) ) . نجعل أصابعه بمنزلة خف البعير وحافر الحمار ، وهذا قول مشهور في التفاسير . .
قوله تعالى : ( ^ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ) في التفسير : أن معناه : يقدم الذنب ويؤخر التوبة . .
وهو بمعنى التسويف في ترك المعاصي والتوبة إلى الله . .
وروى علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس أن معناه : هو التكذيب بالقيامة ، والفجور هو الميل عن الحق ، والكاذب مائل عن الصدق فهو فاجر . .
وحكى ابن قتيبة أن أعرابيا جاء إلى عمر - رضي الله - عنه وقال : إن بعيري قد دبر فاحملني على بعير ، فلم يحمله عمر ، فولى الأعرابي وهو يقول : .
( أقسم بالله أبو حفص عمر % ما مسه من نقب ولا دبر ) .
( اغفر له اللهم إن كان فجر % ) .
أي : كذب . .
قال مجاهد في قوله تعالى : ( ^ يفجر أمامه ) أي : يمضي أمامه راكبا هواه لا يفكر في ذنب ، ولا يتوب عن معصية . .
قوله تعالى : ( ^ يسأل أيان يوم القيامة ) أي : متى يوم القيامة ، وكانوا يقولون ذلك على وجه الاستهزاء ، وهو دليل على صحة القول الذي ذكرناه عن ابن عباس . .
قوله تعالى : ( ^ فإذا برق البصر ) وقرئ : ' برق ' بالفتح ، فقوله : ' برق البصر ' أي : شخص من الهول فلم يطرف . .
وقوله : ' برق ' أي : تحير وجزع ، ويقال : غشيه مثل البرق . .
وقوله : ( ^ وخسف القمر ) أي : ذهب ضوءه . .
ومنه يقال : بئر منخسفة وغير منخسفة . .
وعن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي أنه قال : الكسوف أن يذهب بعض