@ 277 @ ( ^ الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ) * * * * .
وقال سعيد بن المسيب : أراد به : أنهم خرجوا إلى الحرب ، فأصابتهم جراحات ، فصاروا محصرين عن الجهاد بسبب الجراحات . .
وقال قتادة - وهو أحسن الأقوال - : معناه : أنهم حبسوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله ، وتركوا الخروج للتجارة والمعاش ، ووقفوا أنفسهم على الحرب . .
وقد ورد ذلك في أهل الصفة ، كانوا قريبا من أربعمائة نفر ، اجتمعوا في مسجد رسول الله وكانوا لا يأوون إلى أهل ولا إلى مال ، وكان يبعث الناس إليهم بفضل قوتهم ، وكانوا وقفوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله ، وقالوا : لا تخرج سرية إلا ونخرج معها ، فهذا معنى قوله : ( ^ أحصروا في سبيل الله ) . .
وقوله : ( ^ لا يستطيعون ضربا في الأرض ) هذا على القولين الأولين يرجع إلى الضرب في الأرض للجهاد . .
وعلى القول الثالث : هو الضرب في الأرض للمعاش والتجارة . .
وقوله : ( ^ يحسبهم الجاهل ) قال قال مجاهد : ليس المراد بهذا الجاهل خلاف العالم وإنما هو الذي لا خبرة له ولا معرفة بحالهم . .
وقوله : ( ^ أغنياء من التعفف ) يعني : من القناعة التي لهم يظنهم من لم يعرفهم أغنياء . .
قوله : ( ^ تعرفهم بسيماهم ) قيل : بالتخشع الذي كان لهم . .
وقال الضحاك : بصفرة الألوان . .
وقال ابن زيد : برثاثة الثياب . .
وقيل : أثر الجوع والجهد . .
وقوله : ( لا يسألون الناس إلحافا ) أي : إلحاحا .