@ 32 @ ( ^ لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ( 51 ) وما هو إلا ذكر للعالمين ( 52 ) . ' ليزهقونك بأبصارهم ' والزلق هو السقوط ، والإزلاق : الإسقاط . .
وفي الآية قولان معروفان : أحدهما : ليزلقونك بأبصارهم أي : يعتانونك ، ومعناه : يصيبونك بأعينهم . .
ذكره الكلبي ومقاتل وغيرهما ، وذكره الفراء أيضا في كتابه . .
وروى أن الرجل من العرب كان يجوع نفسه ثلاثة أيام ، ثم يخرج فتمر عليه إبل جاره أو غنمه فيقول : ما أحسنها ، وما أعظمها ، وما أسمنها ومثل هذا ؛ فيسقط ( منها ) العدة فتهلك . .
وفي بعض التفاسير : أن هذا كان في بني أسد من العرب وكان الرجل يعتان إبل الواحد منهم أو الغنم ، ثم يقول لغلامه : اذهب بمكتل ودرهم لتأخذ لنا من لحمه ، وكان يتيقن أنه يسقط فينحر . .
والقول الثاني في الآية - وهو أحسن القولين - أن المراد منها هو أنهم ينظرون إليك نظر البغضاء والعداوة فيكادون من شدة نظرهم أي : يصرعونك ويسقطونك ، وهذا على مذهب كلام العرب . .
تقول العرب : نظر فلان نظرا يكاد يصرعه أو يأكله ، أو ينظر إلي فلان نظرا يكاد يصرعني أو يكاد يأكلني به أي : لو أمكنه أن يصرعني به يصرعني أو يأكلني به لأكلني . .
وهذا اختيار الزجاج وغيره من أهل المعاني . .
وأنشدوا : .
( يتلاحظون إذا التقوا في موطن % نظرا يزيل ( مواطن ) الأقدام ) .
وقوله : ( ^ لما سمعوا الذكر ) أي : القرآن وكانت عداوتهم وبغضاؤهم تشتد إذا سمعوه يقرأ القرآن . .
وقوله : ( ^ ويقولون إنه لمجنون ) اسم سموه به . .
وقوله : ( ^ وما هو إلا ذكر للعالمين ) أي : شرف للعالمين ، وهو كناية عن الرسول . .
والأظهر أن القرآن ذكر للعالمين . .
وقيل : الرسول مذكر للعالمين ، وقد بينا معنى العالمين من قبل .