@ 443 @ ( ^ رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ( 5 ) سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ( 6 ) هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن ) * * * * * * * * * رءوسهم ، وينظرون يمنة ويسرة استهزاء ، قيل : هذا في عبد الله بن أبي بن سلول خاصة . قال بعض الصحابة له ذلك فثنى رأسه وحركه استهزاء ، فهو معنى قوله : ( ^ لووا رءوسهم ) ويقرأ بالتخفيف . ومعناه : ثنوا رءوسهم ، ومن قرأ بالتشديد فهو تأكيد . .
وقوله : ( ^ ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون ) أي : يعرضون وهم ممتنعون عن الإيمان . .
وقوله : ( ^ سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) ومعناه : أن استغفارك لهم لا ينفعهم ، وعندهم أن وجوده وتركه واحد . فإن قيل : كيف أستغفر لهم رسول الله وقد علم أنهم منافقون ؟ والجواب : أنه كان يستغفر لهم لأنهم كانوا يأتون يطلبون الاستغفار ، ويسألون منه الصفح والعفو ، مثل ما ذكرنا في سورة التوبة ، ولم يكن ينفعهم ؛ لأنهم كانوا كفارا عند الله . .
وقوله : ( ^ إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ) أي : المنافقين ، وهم كفار وفساق ومنافقون . وحكى بعضهم عن حذيفة بن اليمان أنه قيل له : من المنافق ؟ قال : الذي يصف الإيمان ولا يعمل به . وعن عمر رضي الله عنه قال : إني لا أخاف عليكم مؤمنا تبين إيمانه ، ولا كافرا تبين كفره ، وإنما أخاف عليكم كل منافق عليم اللسان . .
قوله تعالى : ( ^ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) وقرئ في الشاذ ' حتى ينفضوا ' من النفض أي : حتى ينفضوا أوعيتهم فيفتقروا ويتفرقوا . .
وقوله : ( ^ هم الذين يقولون ) يقال : الواو محذوفة ، ومعناه : وهم الذين يقولون ، وكذلك في قوله : ( ^ لئن رجعنا إلى المدينة ) أي : ويقولون ، قال الشاعر :