@ 53 @ ( ^ حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ( 17 ) صم بكم عمي فهم لا يرجعون ( 18 ) أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد ) * * * * يكن داخلا في صلته . بمعنى : أنك حرمتني صلتك ، كذلك قوله تعالى : ( ^ ذهب الله بنورهم ) أي : حرمهم ذلك النور . ( وتركهم في ظلمات ) أي : شدائد ( ^ لا يبصرون ) الحق . .
قوله : ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) فالصم : جمع الأصم ، وهو الذي لا يسمع ، والبكم : جمع الأبكم ، وهو الذي لا ينطق ، وولد على الخرس . .
والعمي : جمع الأعمى ، وهو الذي لا يبصر ؛ فمعناه أنهم صم لا يبصرون الحق ، ولا يعرفونه كأنهم لم يسمعوا ؛ وهو مثل قول الشاعر : .
( أصم عما ساءه سميع % ) .
أي : لا يسمع ما ساءه مع كونه سميعا . .
( ^ بكم ) يعني : أنهم لما أبطنوا خلاف ما أظهروا ؛ فكأنهم لم ينطقوا بالحق . .
( ^ عمي ) أي : لا بصائر لهم ، ومن لا بصيرة له كمن لا بصر له . .
( ^ فهم لا يرجعون ) عما هم عليه من الضلالة . .
قوله تعالى ( ^ أو كعيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق . . . ) الآية . فالصيب : المطر ، وكل ما نزل من الأعلى إلى الأسفل فهو صيب ، من قولهم : صاب يصوب ، إذا نزل . .
وقيل : الأهل مضمر فيه ، أي : كأهل الصيب ؛ كقوله ( ^ واسأل القرية ) أي : أهل القرية . .
( ^ من السماء ) كل ما علا فهو سماء . فالسقف سماء ، والسحاب سماء ، وما فوقه سماء ، وأراد به السحاب ههنا . .
( ^ فيه ظلمات ) يعنى : في السحاب ؛ لأنه لا يخلو عن ظلمة ، ألا تراه يغشى وجه