@ 377 @ ( ^ فخور ( 23 ) الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 24 ) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) * * * * * * * .
وقوله : ( ^ ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي : لا تبطروا ولا تأشروا . وعن ابن عباس قال : ما من أحد إلا ويحزن ، ولكن المراد بالآية هو أن نشكر عند النعمة ، ونصبر عند المصيبة . وعن بعضهم معناه : لا يجاوز ما حده الله تعالى يعني : لا يجزع عند المصيبة جزعا يخرجه إلى ترك الرضا ، ولا يفرح عند النعمة فرحا يخرجه عن طاعة الله ، أو يمسكها عن حقوقها ، ولكن إذا علم أن الكل بقضاء الله وقدره ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وما أصابه لم لكم يكن ليخطئه ، هان عليه ما فات ، ولم يفرح بما أصاب . وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال : إذا استأثر الله عليك بشيء [ ما فاتك ] ذلك عن ترك ذكره . .
ومن المعروف قول النبي ' لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ' . .
وقوله : ( ^ والله لا يحب كل مختال فخور ) أي : متكبر منان بما أعطى . .
قوله تعالى : ( ^ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ) قال أهل العلم : البخل حقيقته هو منع المال عن حق الله تعالى . وقال بعضهم : إذا وضعه في غير موضعه فهو بخيل ، وإن أعطى وأكثر ، وإذا وضعه في موضعه فليس ببخيل وإن قل . وعن بعضهم أنه قال : من أدى زكاة ماله فقد برئ من البخل . .
وفي الآية قول آخر ذكره السدى وغيره : أن الآية في اليهود ؛ وبخلهم هو كتمان صفة الرسول ، وأمرهم بالبخل أمرهم بالكتمان . .
وقوله : ( ^ ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ) أي : الغني عن طاعة خلقه ، الحميد في فعاله . وقيل : الغني عن صدقات الخلق ، الحميد في إفضاله عليهم . .
.
وعن سعيد بن جبير قال : يبخلون أي : لا يتصدقون ، ويأمرون الناس بالبخل ، أي :