@ 373 @ ( ^ تعقلون ( 17 ) إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كبير ( 18 ) والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) * * * * * لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فقد طال عليهم الأمد فقست قلوبهم ، ولكن ما أمركم به القرآن فأتمروا به ، وما نهاكم عنه فانتهوا . .
وقوله : ( ^ فقست قلوبهم ) أي : يبست . .
وقوله : ( ^ وكثير منهم فاسقون ) أي : خارجون عن طاعة الله . ويقال : هو في ابتداعهم الرهبانية . .
قوله تعالى : ( ^ اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ) في الخبر عن [ أبي ] رزين العقيلي أنه قال : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ؟ فقال : ' أرأيت أرضا مخلاء ثم أرأيتها خضراء ، قال : نعم . قال : هو كذلك ' . وعن صالح المزني قال : يحيي القلوب بتليينها بعد قساوتها . فهو المراد بالآية . .
وقوله : ( ^ قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ إن المصدقين والمصدقات ) قرئ : بتشديد الصاد وتخفيفها ، فعلى تخفيف الصاد يعني : المؤمنين ، وعلى تشديد الصاد يعني : المتصدقين . .
وقوله : ( ^ وأقرضوا الله قرضا حسنا ) قيل : لا تكون الصدقة قرضا حسنا حتى تجتمع فيها خصال : أولها : أن تكون من حلال ، وأن يعطيها طيبة بها نفسه ، وأن لا يتبعها منا ولا أذى ، وأن يتيمم الجيد من ماله لا الخبيث والرديء ، وأن يعطيها ابتغاء وجه الله لا مراءاة للخلق ، وأن يخرج الأحب من ماله إلى الله تعالى ، وأن يتصدق وهو صحيح يأمل العيش ويخشى الفقر ، وأن لا يستكثر ما فعله بل يستقله ، وأن يتصدق بالكثير . .
وقوله : ( ^ يضاعف لهم ولهم أجر كريم ) أي : كثير حسن .