@ 300 @ ( ^ تولى ( 33 ) وأعطى قليلا وأكدى ( 34 ) أعنده علم الغيب فهو يرى ( 35 ) أم لم ينبأ بما في صحف موسى ( 36 ) وإبراهيم الذي وفى ( 37 ) ألا تزر وازرة وزر أخرى ) * * * * * * * * * * .
وقوله : ( ^ أكدى ) أي : قطع ما أعطى . وقال مقاتل : أعطى بلسانه وقطع بقلبه . وحكى بعضهم عن ابن عباس أن معنى الآية : أطاع ثم عصى . وذكر بعضهم : أن رجلا من جهلاء الأعراب ، وكان قد أسلم وقدم المدينة فجعل يقول : من يشتري حسناتي بصاع من تمر ، فقال أبو خيثمة الأنصاري ، وكان رجلا فيه خير : أنا أشتريها منك بوسق من تمر . والوسق : ستون صاعا ، فباع الأعرابي منه حسناته وأخذ الوسق ، فأنزل الله تعالى في الأعرابي هذه الآية . والمعروف هو القول الأول . .
قوله تعالى : ( ^ أعنده علم الغيب فهو يرى ) أي : يعلم . والرؤية تكون بمعنى رؤية البصر ، وتكون بمعنى العلم . تقول العرب : رأيت فلانا عالما أي : علمت . ومعنى الآية : أكان عند من ( تحمل ) الذنوب عن الوليد علم الغيب فهو يعلم أنه يتحملها عنه يوم القيامة ؟ . .
قوله تعالى : ( ^ أم لم ينبأ بما في صحف موسى ) معناه : أم لم يخبر . .
وقوله : ( ^ بما في صحف موسى ) ذكر وهب بن منبه : أن الله تعالى أنزل مائة [ وأربعة ] كتب ؛ ثلاثون صحيفة على شيث ، وخمسون على إدريس ، وعشرون على إبراهيم ، وأربعة على موسى وداود وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام . .
قوله : ( ^ وإبراهيم الذي وفى ) قرأ الحسن البصري ' وفى ' مخففا أي : بما أمر به . ويقال : [ وفى في ذبح ابنه ] . .
وأما القراءة المعروفة بالتشديد فيجوز أن تكون بمعنى ' وفى ' إلا أنه أكده بالتشديد ويقال : وفى [ بسهام ] الإسلام . قال الحسن : لم يؤمر بأمر إلا عمل به .