@ 225 @ ( ^ بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) * * * * * * .
واعلم أن الظن المنهي عنه هو ظن السوء بأهل الخير ، فأما بأهل الشر فجائز . .
وقوله : ( ^ إن بعض الظن إثم ) يعني : هذا الظن . .
وقوله : ( ^ ولا تجسسوا ) التجسس : هو البحث عن عورات الناس ، قاله مجاهد وقرأ ابن سيرين : ' ولا تحسسوا ' بالحاء . واختلفوا في التجسس والتحسس ، منهم من قال : هما واحد ، ومنهم من فرق ، وقال : التجسس هو البحث عن عورات ( الناس ) كما قلنا . والتحسس هو الاستماع إلى حديث القوم ، ويقال : التجسس هو البحث عن الأمور ، والتحسس هو الإدراك ببعض الحواس ، وقد ثبت عن النبي برواية أنس أنه قال : ' لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تجسسوا وكونوا عباد الله إخوانا ' قال الشيخ الإمام رحمه الله : أخبرنا [ الشيخ ] أبو علي الشافعي بمكة ، أخبرنا أبو الحسن بن فراس ، أخبرنا أبو محمد ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن جده ، عن محمد ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس . . . الحديث . .
وفي بعض الآثار أن عمر رضي الله عنه خرج ومعه عبد الرحمن بن عوف يعس ليلة ، فمرا بدار وسمعنا منها لغظا وأصواتا ، فقال عمر : أرى أنهم يشربون الخمر ! ماذا نفعل ؟ ! فقال عبد الرحمن بن عوف : أرى أنا أتينا ما نهينا عنه يعني : التجسس ورجع . .
وفي هذا الأثر أن تلك الدار كانت دار ربيعة بن أمية بن خلف . .
وفي أثر آخر أنه قيل لابن مسعود : هل لك في الوليد بن عقبه ولحيته تقطر خمرا وكان الوليد أمير الكوفة ، وابن مسود فقيهها فقال : إنا نهينا عن التجسس .