@ 200 @ ( ^ إذ يبايعونك تحت الشجرة ) * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) القول المعروف في الآية أنه لما توجه إلى مكة عام الحديبية معتمرا هو وأصحابه ، وساقوا الهدي مع أنفسهم ، فلما بلغوا الحديبية ، وهي بئر بمكان معلوم على طرف الحرم ، وتلك البقعة سميت باسم البئر ، وقد ظهرت معجزة لرسول الله في هذا البئر ؛ ' فإن أصحاب رسول الله ورضي [ الله ] عنهم لما وصلوا إليها نزحوها حتى لم يبق من الماء شيء فشكوا إلى رسول الله العطش ؛ فجاء رسول الله وقعد على شفير البئر ودعا بماء فتمضمض به وصبه في البئر ، فجاشت البئر بالروى ، فاستقى الناس ، وسقوا الركاب ، ولم ينزف بعد ' . .
رجعنا إلى أصل القصة : ' فلما بلغوا الحديبية بركت ناقة النبي وهي القصواء ، فبعثوها فلم ( تنبعث ) ، فقالوا : خلأت القصواء . فقال رسول الله : ' ما خلأت ، ولا هو لها بخلق ، ولكنها حبسها حابس الفيل ، والله لا يسألوني خطة فيها تعظيم حرم الله إلا أعطيتهم إياها ' ، ثم دعا عمر وأراد أن يبعثه إلى أهل مكة يستأذنهم في الدخول ، ليقضي عمرته ، وينحر هديه ، فقال عمر : يا رسول الله ، ما لي بها من حميم ولا عشيرة وقد عرفوا شدة عداوتي لهم ، وإني أخافهم على نفسي ، ولكن أدلك على من هو أعز مني بها عسيرة ، قال : ' ومن ذلك ؟ ' ، قال : عثمان ، فأرسله إلى مكة . ثم إنه بلغ النبي أن عثمان قتل ، وعن بعضهم أن إبليس خرج وقال : إن عثمان قتل فحينئذ قام النبي واستند إلى الشجرة وهي شجرة سمرة فبايع مع أصحابه وهي بيعة الرضوان ، وكان بايع على القتال إلى أن يموتوا ، ويقال : بايع على ألا يفروا ' واختلف القول في عدد القوم ، قال ابن أبي أوفى :