@ 190 @ ( ^ عليك ويهديك صراطا مستقيما ( 2 ) وينصرك الله نصرا عزيزا ( 3 ) هو الذي أنزل ) * * * * * * * .
فإن قال قائل : وأي ذنب كان له ؟ قلنا : الصغائر ، وقد كان معصوما من الكبائر . .
وفي تفسير النقاش : أنه كان متعبدا قبل النبوة بشريعة إبراهيم في النكاح والطلاق والعبادات والمعاملات وغير ذلك ، وكان قد تزوج خديجة وهي مشركة ، وكذلك زوج ابنته رقية من عتبة بن أبي لهب وهو مشرك ، و [ كذلك ] زوج ابنته زينب من [ أبي ] العاص بن الربيع وكان مشركا فهذه ذنوبه قبل النبوة ، وقد غفرها الله تعالى له ، وكان ذلك منه لا على طريق القصد . وقد ثبت عن النبي ' أنه صلى حتى تورمت قدماه ، فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا . .
وذكر الدمياطي في تفسيره عن ابن عباس : أن سب نزول الآية هو أن الله تعالى لما أنزل قوله : ( ^ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) شمت به المشركون واليهود ، وقالوا : هذا رجل لا يدري ما يفعل به ولا بأصحابه ، فكيف ندخل في دينه ؟ وقال عبد الله بن أبي بن سلول الأنصاري : أتدخلون في دين رجل وهو لا يدري ما يفعل به ، فحزن المسلمون لذلك حزنا شديدا ، فأنزل الله تعالى قوله : ( ^ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) الآية ، فقال المسلمون : هنيئا لك يا رسول الله ، فكيف أمرنا ؟ فأنزل الله تعالى قوله : ( ^ ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ) . .
وقوله : ( ^ ويتم نعمته عليك ) أي : ( يتم ) نعمته عليك بالنصر على الأعداء