@ 157 @ ( ^ الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * الشهوات عن الطاعات . وقيل : أخذتم نصيبكم في الدنيا فلا نصيب لكم في الآخرة . .
وقوله : ( ^ واستمتعتم بها ) أي : تلذذتم وانتفعتم بها ، وفي المشهور من الخبر ' أن عمر رضي الله عنه دخل على النبي في خزانته وهو مضطجع على [ خصفة ] وبعضه على الأرض ، وتحت رأسه وسادة حشوها ليف ، وفي البيت أهب وقليل من القرظ ، فبكى عمر ، فقال له رسول الله : ماذا ( يبكيك ) ؟ فقال : ذكرت كسرى وقيصر وما هما فيه من النعم وحالك على ما أرى ، وأنت نبي الله وصفوته وخيرته ، فقعد رسول الله وقال : أفي شك أنت يا ابن الخطاب ! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا ، وأخرت لنا إلى الآخرة ' . .
وروي أن عمر رضي الله عنه قال : ما أجمل لذيذ العيش لو شئت أمرت بصغار المعزى فيمسط لنا ، وأمرت بلباب البر فيخبز لنا ، وأمرت بالزبيب فينبذ لنا حتى يصير كعين اليعقوب ، فآكل من هذا مرة ، وأشرب من هذا مرة ، ولكن سمعت الله يقول لقوم : ( ^ أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) ، فأنا أخاف أن أكون منهم . .
وروي أنه رأى جابر بن عبد الله وبيده لحم قد اشتراه قال : ما هذا ؟ قال : اشتريته بدرهم . فقال : أو كلما قام أحدكم اشترى بدرهم لحما . وفي رواية : كلما اشتهيت اشتريت ، أما سمعت الله يقول : ( ^ أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) أم تخافون أن تكونوا منهم ؟ .
وقوله : ( ^ اليوم تجزون عذاب الهون ) أي : الهوان ، وهو كذلك في قراءة ابن مسعود . .
وقوله : ( ^ بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق ) أي : تطلبون العلو والرفعة