@ 46 @ ( ^ ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ( 20 ) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ( 21 ) وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا ) * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ) أكثر المفسرين أن الجلود هاهنا هي الفروج ، وفي بعض الأخبار : ' أن الله تعالى يحشر العباد مقدمين بالفدام ، فأول ما ينطق من جوارح الإنسان فخذه وكفه ' وقيل : إن قوله : ( ^ وجلودهم ) هي الجلود المعروفة . وفي الخبر المعروف برواية أنس ' أن النبي ضحك مرة ، فسئل : مم ضحكت ؟ فقال : عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة فيقول : أي رب ، أليس وعدتني أن لا تظلمني ؟ فيقول : نعم . فيقول العبد : فإني لا أجيز اليوم شاهدا علي إلا مني ، فحينئذ يختم الله على فمه وتنطق جوارحه بما فعله ، فيقول العبد : بعدا لكن وسحقا ، فعنكن كنت أناضل ' . .
قوله تعالى : ( ^ وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) أي : كل شيء ينطق . .
وقوله تعالى : ( ^ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ) أي : تردون . .
قوله تعالى : ( ^ وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ) في الأخبار المعروفة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : كنت مستترا تحت ستر الكعبة ، فجاء قرشيان وثقفي ، أو ثقفيان وقرشي ، قليل فقه قلوبهم ، كثير شحم بطونهم ، فقال بعضهم لبعض : أسمع الله ما نقول ؟ فقال أحدهم : يسمع إذا جهرنا ، ولا يسمع إذا أخفينا ، فأنزل الله تعالى : ( ^ وما كنتم تستترون ) أي : تستخفون . .
وقوله : ( ^ أن يشهد ) معناه : من أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم .