@ 40 @ ( ^ ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( 11 ) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في ) * * * * * * * * * * * * * * * * * .
( ^ ائتيا ) أي : كونا كما قدرتكما طوعا أو كرها ، وعلى هذا يكون هذا القول قبل الخلق ، والقول الثاني هو قول الأكثرين أن هذا القول من الله تعالى بعد أن خلقهما ، فعلى هذا معنى قوله : ( ائتيا طوعا أو كرها ) أي : أعطيا الطاعة فيما خلقهما له جبرا واختيارا . .
وقوله : ( ^ قالتا أتينا طائعين ) منهم من قال : هذا كله على طريق المجاز ، وليس على طريق الحقيقة ، وكأن الله تعالى لما أجرى أمرهما على مراده وتقديره جعل ذلك بمنزلة قول منه وإجابة منهما بالطواعية ، والعرب قد تذكر القول في مثل هذا الموضع ، قال الشاعر : .
( امتلأ الحوض وقال قطني % مهلا رويدا قد ملأت بطني ) .
وقال بعضهم : إن القول والإجابة على طريق الحقيقة ، وركب في السموات والأرض ما عقلا به خطابه وأجاباه بالطواعية ، وهذا هو الأولى . وعن ابن السماك في موعظه : سل الأرض : من غرس أشجارك ؟ وأجرى أنهارك ؟ وأخرج ثمارك ؟ فإن لم تجبك اختيارا أجابتك اعتبارا . فإن قيل : كيف قال : ( ^ طائعين ) وكان من حق اللغة أن يقول : طائعات قلنا : إنما قال : ( ^ طائعين ) لأنه لما جعلها بمنزلة من يعقل في الخطاب معها وجوابها ذكر الكلام على نعت العقلاء . .
قوله تعالى : ( ^ فقضاهن سبع سموات ) أي : خلقهن سبع سموات ( ^ في يومين ) وهو يوم الخميس و [ يوم ] الجمعة . وفي بعض الآثار : ' أن الله تعالى خلق الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق الأقوات والأشجار يوم الأربعاء ، وخلق السموات يوم الخميس ، وخلق فيها البروج والكواكب والشمس والقمر يوم الجمعة ، وخلق آدم في آخر ساعة من يوم الجمعة على عجل ' ، وقد حكيت اللفظة