@ 19 @ ( ^ يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد ( 33 ) ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن ) * * * * * * * * * * * * * .
والثالث : أن معنى الآية مناداتهم بالويل والثبور ودعاؤهم على أنفسهم : واهلاكاه ، واويلاه ، وغير ذلك . وقرئ في الشاذ : ' يوم التناد ' بتشديد الدال ، من ند يند إذا هرب ، وحكى هذه القراءة عن الضحاك ، وهو معنى قوله تعالى : ( ^ أين المفر ) وعن بعضهم : يظهر عنق من النار فيفر الناس ، فيحيط بهم ذلك العنق ، حينئذ يعلمون أن لا مفر لهم . .
وقوله : ( ^ يوم تولون مدبرين ) في الحديث أن للناس جولة يوم القيامة ، فيتبعهم الملائكة ويردونهم . وقيل : إنهم إذا سمعوا زفير النار فروا ، فهو معنى قوله تعالى : ( ^ يوم تولون مدبرين ) وفي الآية قول آخر : أن معنى قوله : ( ^ يوم تولون مدبرين ) هو انطلاقهم إلى النار بسوق الملائكة . .
وقوله : ( ^ ما لكم من الله من عاصم ) أي : مانع ، وقيل : ناصر . .
وقوله : ( ^ ومن يضلل الله فما له من هاد ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ) هو يوسف بن يعقوب نبي الله . وعن بعضهم : أن الله تعالى أرسل إليهم يعني : إلى القبط نبيا من الجن يسمى يوسف ، وهذا قول ضعيف ، والصحيح هو الأول ؛ لأنه أطلق ذكر يوسف ، فينصرف إلى يوسف المعروف مثل إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم . وفي القصة : أن الله تعالى بعث يوسف بن يعقوب إليهم رسولا فدعاهم إلى الله تعالى ، ومكث فيهم عشرين سنة بعد وفاة يعقوب عليه السلام . .
وقوله : ( ^ بالبينات ) أي : بالدلالات الواضحات . .
وقوله : ( ^ فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) وقرأ أبي وابن مسعود : ' ألن يبعث الله من بعده رسولا ' بزيادة الألف .