@ 18 @ ( ^ أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ( 29 ) وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ( 30 ) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ( 31 ) ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) * * * * * * * * وما رأيت لكم من الحق . .
وقوله : ( ^ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) أي : طريق الرشد والهدي . وعن معاذ بن جبل أنه قرأ : ' إلا سبيل الرشاد ' بتشديد الشين أي : سبيل الله ، والرشاد هو الله تعالى . .
قوله تعالى : ( ^ وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ) الأحزاب : الأمم الخالية مثل : قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، ومعنى يوم الأحزاب أي : يوم عذابهم . .
وقوله : ( ^ مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود ) الدأب في اللغة بمعنى العادة ، ومعنى قوله : ( ^ مثل دأب قوم نوح ) أي : مثل حال قوم نوح وعاد وثمود . ويقال : كذب هؤلاء وتعودوا التكذيب مثل عادة أولئك في التكذيب . .
وقوله : ( ^ وما الله يريد ظلما للعباد ) معناه : أنه لا يعذب أحدا حتى يقيم الحجة عليه . .
قوله تعالى : ( ^ ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ) يعني : يوم التنادي . وفي معنى التنادي وجوه : أحدها : أنه تنادى كل أمة بكتابها وإمامها ، قاله قتادة . .
والثاني أن معناه : تنادى أهل الجنة أهل النار ، وأهل النار أهل الجنة ، وذلك وذكور في سورة الأعراف ، وهو قوله تعالى : ( ^ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ) الآية ، وقوله : ( ^ ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة . . . ) الآية .