@ 48 @ ( ^ ( 9 ) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) * * * * وقال ابن الأعرابي في كتاب الياء : قوله : المخادعة منع القلب من الحق ، قاله في حق المنافقين حيث أظهروا الإسلام باللسان وأبطنوا خلافه . .
فإن قال قائل : ما معنى قوله : ( ^ يخادعون الله ) وهذا يوهم الشركة في المخادعة ، وقد جل الله تعالى عن المشاركة في المخادعة ؟ ! الجواب : قال الحسن البصري : معناه يخادعون نبي الله . .
وقال غيره من المفسرين معناه : يعاملون الله معاملة المخادعين . .
فأما قوله : ( ^ وما يخادعون إلا أنفسهم ) يقرأ بقراءتين : ' يخادعون ، ويخدعون ' . فمن قرأ : ' يخادعون ' فهو على المشاكلة ؛ لأنه ذكر الأول بلفظ المخادعة ، وهذا شكله فذكره بلفظه . .
ومن قرأ : ' يخدعون ' فهو على الأصل ، وعلى أن لفظ المخادعة لا يقتضي المشاركة ، بين اثنتين ، ومثله : طرقت النعل ، وطارقت النعل ، ومثله كثير في ألفاظ المفاعلة . .
فمعنى قوله ( ^ وما يخادعون إلا أنفسهم ) أي : وبال خديعتهم راجع إليهم ( ^ وما يشعرون ) أي : لا يعلمون ذلك . يقال : شعرت بمعنى علمت ، ومنه قولهم : ليت شعري ؛ أي : ليت أعلم . .
قوله تعالى : ( ^ في قلوبهم مرض ) الآية ، أراد بالمرض الشك والنفاق ، بإجماع المفسرين . ويوصف القلب والدين بالمرض والصحة كما يوصف البدن به . .
( ^ فزادهم الله مرضا ) أي : شكا ونفاقا ؛ فإنه لما نزلت الآيات آية بعد آية فكلما كفروا بآية ازدادوا كفروا ونفاقا ، وذلك معنى قوله تعالى : ( ^ وأما الذين في قلوبهم