@ 47 @ ( ^ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( 8 ) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) * * * * .
والثاني وهو قول أهل السنة أي : ختم على قلبهم بالكفر ؛ لما سبق من علمه الأزلي فيهم . .
وحكى قول ثالث : أن معناه : جعل على قلوبهم علامة تعرفهم الملائكة بها ، وهذا تأويل أهل الاعتزال ، نبرأ إلى الله منه . .
وحكى أبو عمر غلام ثعلب ، عن ثعلب ، عن إبراهيم الأعرابي : أن الختم هو منع القلب من الإيمان ، ذكره في كتاب الياء . .
قوله : ( ^ وعلى سمعهم ) أي : أسماعهم ، ذكر الجمع بلفظ ( الواحد ) ، ومثله كثير في القرآن . معناه : على موضع سمعهم ، فختم على قلوبهم ؛ كيلا يقبلوا الحق ، وعلى سمعهم ؛ كيلا يسمعو الحق . .
قول تعالى : ( ^ وعلى أبصارهم غشاوة ) هذا ابتداء الكلام ومعناه : على أبصارهم غطاء . .
( ^ ولهم عذاب عظيم ) أي : كبير ، وصف عذاب الآخرة بالعظم ولا شك أنه عظيم . .
قوله تعالى : ( ^ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) قال الكلبي : ورد هذا في شأن اليهود . وأكثر المفسرين على أنه في شأن المنافقين . ومعناه : ومن الناس ناس تقول آمنا بالله وباليوم الآخر يعني : القيامة . ( ^ وما هم بمؤمنين ) نفي الإيمان عنهم ؛ حيث أظهروا الإسلام باللسان ولم يعتقدوا بالجنان . وهذا دليل على من يخرج الاعتقاد من جملة الإيمان . .
قوله تعالى : ( ^ يخادعون الله والذين آمنوا ) الآية : المخادعة ، والخدع بمعنى واحد وحقيقة المخادعة : أن يظهر شيئا ويبطن خلافه .