@ 404 @ .
( ^ دون الله تريدون ( 86 ) فما ظنكم برب العالمين ( 87 ) فنظر نظرة إلى النجوم ( 88 ) فقال إني سقيم ( 89 ) فتولوا عنه مدبرين ( 90 ) فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ) * * * * * * * * * .
قوله تعالى : ( ^ أئفكا آلهة ) أي : تطلبون آلهة مؤتفكة ، ومعنى تطلبون أي : تطلبون منها ما يطلب من الله تعالى ، والإفك : الكذب ، ومعنى المؤتفكة : أي كذبتم لأجلها على الله ، واخترعتموها من قبل أنفسكم . .
قوله تعالى : ( ^ [ أئفكا آلهة دون الله تريدون ] فما ظنكم برب العالمين ) معناه : فما ظنكم برب العالمين إذا لقيتموه ، وأي شيء تتوقعون منه ، وقد فعلتم ما فعلتم ! .
قوله تعالى : ( ^ فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ) .
قال الخليل والمبرد : تقول العرب لكل من نظر في أمره وتدبر ماذا يفعل قد نظر في النجوم ، هذا قول ، والقول الثاني : أنه كان نجم يطلع في ذلك الزمان ، وكان كل من نظر إليه يزعمون أنه يصيبه الطاعون ، ويقال : إنه كان زحل ؛ فقوله : ( ^ فنظر نظرة في النجوم ) أي : نظر إلى النجم : ( ^ فقال إني سقيم ) أي : أصابني الطاعون على ما تزعمون ، وكانوا يفرون من المطعون فرارا عظيما ، ويزعمون أنه يعدي ، ذكره السدي . .
والقول الثالث : أن معنى قوله : ( ^ فنظر نظرة في النجوم ) أي : فيما نجم له من الأمر أي : ظهر . .
والقول الرابع : أن قوله : ( ^ فنظر نظرة في النجوم ) أي : ينظر في النجوم على ما ينظر فيه أهل النجوم ، وكايدهم بذلك عن دينه ، وكانوا أهل نجوم ، ويزعمون أن الأحكام تصدر منها ، والحوادث تكون عنها ؛ فنظر في النجوم ، وقال هذه المقالة ليتركوه ، ويتوصل بذلك إلى كيد أصنامهم . .
وعن عائشة رضي الله عنها أن علم النجوم كان حقا إلى أن حبست الشمس ليوشع بن نون فتشوش الأمر عليهم ، والله أعلم . .
وقوله : ( ^ إني سقيم ) قد بينا ، سقيم أي : سأسقم ، ولا بد لكل صحيح أن يسقم ، وقيل : يسقم القلب لقبح أفعالكم ، وهذا هو إحدى الكذبات الثلاث التي كذبها