@ 369 @ ( ^ فهم لا يبصرون ( 9 ) وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( 10 ) إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ( 11 ) إنا نحن ) * * * * * * سبيل الله . والمعنى من السد هو المنع من الهداية . وذكر بعضهم : أن الآية نزلت على سبب ، وهو أن قوما من بني مخزوم تشاوروا في قتل النبي ، فجاء أحدهم ليقتله وهو في الصلاة ؛ فجعل يسمع صوته ولا يرى شخصه ، وجاء آخر فرأى شيئا عظيما يقصده بالهلاك ، فخاف ورجع ، ويقال : إن الثاني كان أبو جهل عليه لعنة الله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية في هذا ، وهو قوله ' ( ^ وجعلنا من بين أيديهم سدا ) . .
وقوله : ( ^ فأغشيناهم ) من التغشية والتغطية ، وقرأ ابن عباس وعمر بن عبد العزيز ' فأغشيناهم ' بالعين غير المعجمة ، من قوله تعالى : ( ^ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا [ فهو له قرين ] ) أي : تعمى ، فمعنى قوله : [ ( ^ أغشيناهم ) ] أي : أعميناهم . .
وقوله : ( ^ فهم لا يبصرون ) أى : طريق الحق . .
قوله تعالى : ( ^ وسواء عليهم أانذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) هذا في أقوام بأعيانهم ، وقد مضوا ولم يؤمنوا على ما قال الله تعالى . .
قوله تعالى : ( ^ إنما تنذر من اتبع الذكر ) أي : استمع الذكر ، وهو القرآن ، واتبع ما فيه ، وقوله : ( ^ وخشي الرحمن بالغيب ) أي : خاف الرحمن بالغيب . .
وقوله تعالى : ( ^ فبشره بمغفرة وأجر كريم ) أي : الجنة . .
قوله تعالى : ( ^ إنا نحن نحيي الموتى ) أي : في الآخرة ، ويقال : يحيي القلوب الميتة بنور الإيمان ، وقوله : ( ^ ونكتب ما قدموا ) أي : ما عجلوا . .
وقوله : ( ^ وآثارهم ) أي : ونكتب آثارهم ، وفي آثارهم قولان :