@ 277 @ .
قال المفسرون : فلما اخترنه شكر الله تعالى لهن ذلك ، فنهى النبي أن يتزوج بسواهن أو يتبدل بهن ، وذلك في قوله تعالى : ( ^ لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن ) وسنذكر حكم ذلك من بعد واختلف العلماء في هذا الخيار ، أكان طلاقا ؟ وإنما خيرهن على إن اخترن الدنيا فارقهن بلا طلاق ، وإن اخترنه أمسكهن ، وذهب جماعة إلى أن هذا الخيار كان طلاقا فكأنه خيرهن ، ولو اخترن أنفسهن كان طلاقا . .
واختلف الصحابة في الرجل يقول لإمرأته : اختاري . فتقول : اخترت نفسي ، فذهب عمر إلى أنها لو اختارت زوجها لا تكون شيئا ، وإن اختارت نفسها فطلقة واحدة ، والزوج أحق برجعتها . .
وقال علي : إن اختارت زوجها فطلقة واحدة ، والزوج أحق برجعتها ، وإن اختارت نفسها فواحدة بائنة ، ولا يملك الزوج رجعتها ، وذهب إلى أنها إن اختارت زوجها فواحدة رجعية ، وإن اختارت نفسها فثلاث ، وقد قيل غير هذا . وهذه الأقوال الثلاثة هي المعروفة ، وقد ذهب إلى كل قول من هذه الأقوال جماعة من العلماء ، والدليل على أنها إذا اختارت زوجها لا تكون طلاقا أن عائشة قالت : خيرنا رسول الله فاخترناه ، أفكان طلاقا ؟ ! .
وقوله : ( ^ فتعالين أمتعكن ) أي : متعة الطلاق ، وقد بينا في سورة البقرة . .
وقوله تعالى : ( ^ وأسرحكن سراحا جميلا ) السراح الجميل هو المفارقة الجميلة ، وذلك من غير تعنيف ولا أذى . .
قوله تعالى : ( ^ وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات ) والمحسنات هي اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، وجميع نساء النبي قد اخترن ذلك ، فجميعهن محسنات . ويجوز أن تذكر ' من ' ولا تكون للتبعيض ، فلا يدل ذلك على أن منهن من ليست بمحسنة .