@ 272 @ .
( ^ عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ( 24 ) ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان ) * * * * .
يعني : من المؤمنين من بقي بعد هؤلاء الذين استشهدوا ، وهم ينتظرون أحد الأمرين إما الشهادة في سبيل الله وإما الظفر ، وأنشدوا في النحب شعرا : .
( قضى نحب الحياة وكل حي % إذا يدعي لميتته أجابا ) .
ومن المعروف أيضا أن النحب هو الخطر العظيم . قال جرير في النحب : .
( بطخفة جالدنا الملوك وخلينا % عشية بسطام جرين على نحب ) .
أي : على الخطر العظيم .
وقوله : ( ^ وما بدلوا تبديلا ) أي : لم يتركوا ما قبلوه وعاهدوا عليه . .
قوله تعالى : ( ^ ليجزي الله الصادقين بصدقهم ) أي : جزاء صدقهم ، وصدقهم هو وفاؤهم بالعهد . .
وقوله : ( ^ ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم ) فيهديهم للإيمان . .
وقوله : ( ^ وكان الله غفورا رحيما ) أي : ستورا عطوفا . .
قوله تعالى : ( ^ ورد الله الذين كفروا بغيظهم ) أي : ردهم ولم يشتفوا من محمد وأصحابه ، وقد كانوا قصدوا قصد الإستئصال . .
وقوله : ( ^ لم ينالوا ) أي : لم يظفروا بما أرادوا . .
وقوله : ( ^ [ خيرا ] وكفى الله المؤمنين القتال ) أي : بما أرسل من الريح عليهم ، وفي بعض الروايات الغريبة عن ابن عباس : وكفى الله المؤمنين القتال أي : لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد كان قتل عمرو بن عبدود في ذلك اليوم ، وكان رأسا من رءوس الكفار كبيرا فيهم ، وضربه عمرو بن عبدود في ذلك اليوم على رأسه