@ 270 @ .
( ^ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ( 21 ) ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ) * * * * يقاتلون شيئا يسيرا يقيمون به عذرهم ، فيقولون قد قاتلنا . .
قوله تعالى : ( ^ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي : قدوة حسنة ، والتأسي : هو الإقتداء ، وإنما ذكر الأسوة ها هنا حتى ينصروا ( ويقومون ) ويصبروا على ما يصيبهم ، كما فعل رسول الله فإنه كسرت رباعيته يوم أحد ، وشج في جبهته ، وكسرت البيضة على رأسه ، وقتل عمه فلم يفتر في أمر الله ، وصبر على جميع ذلك . .
وقوله : ( ^ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) أي : يرجو ثواب الله ، وقيل : لمن كان يخشى الله واليوم الآخر ، والرجاء يكون بمعنى الخشية ، وقد يكون بمعنى الطمع . .
وقوله : ( ^ وذكر الله كثيرا ) أي : في جميع المواطن على السراء والضراء . .
قوله تعالى : ( ^ ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ) قال قتادة : معنى هذه الآية راجع إلى قوله تعالى في سورة البقرة : ( ^ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) والآية تتضمن أن المؤمنين يلقاهم ويستقبلهم مثل هذا البلاء ، فلما رأوا ذلك يوم الخندق قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله . .
وعن بعضهم أن النبي قال لأصحابه : ' إن المشركين سائرون إليكم فنازلون بكم عشرا ' أو كما قال فلما رأى المؤمنون الأحزاب [ قالوا : هذا ما وعدنا الله