@ 268 @ .
( ^ لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ( 18 ) أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف * * * * عما يريده . ويقال : المعوقين منكم أي : المثبطين منكم . .
وقوله : ( ^ والقائلين لإخوانكم هلم إلينا ) أي : ارجعوا إلينا .
وقوله : ( ^ ولا يأتون البأس إلا قليلا ) أي : لا يقاتلون إلا قليلا رياء وسمعة من غير حسبة ، والآية نزلت في قوم من المنافقين قالوا حين أحاط الجنود بالمسلمين : إن محمدا وقومه أكله رأس ، والله لو كان محمد وأصحابه لحما لالتهمهم أبو سفيان وحزبه أي : ابتلعهم ، وكانوا يقولون لأصحاب محمد من الأنصار : دعوا محمد ، فإن محمدا يريد أن يقتلكم جميعا . وقال الكلبي في قوله : ( ^ إلا قليلا ) يعني : إلا رميا بالحجارة . .
قوله تعالى : ( ^ أشحة عليكم ) أي : بخلا بالنصرة والموافقة في القتال ، وقال قتادة : بخلاء عند الغنيمة ، فكأن الله تعالى قال : هم احسن قوم عند القتال ، وأشح قوم عند الغنيمة . .
وقوله : ( ^ فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ) والمغشي عليه من الموت قد ذهب عقله ، وشخص بصره ، وهو المحتضر الذي قرب من الموت . .
وقوله : ( ^ فإذا ذهب الخوف سلقوكم ) قال الفراء : وقعوا فيكم بألسنة سليطة ذرية . وعن بعضهم : سلقوكم بألسنة حداد يعني : عند طلب الغنائم ، وعند المجادلات بالباطل ، وقد روى عن النبي أنه قال : ' البذاء ( والبيان ) شعبتان من النفاق ، والحياء والعي شعبتان من الإيمان ' .