@ 186 @ .
( ^ إذا لارتاب المبطلون ( 48 ) بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ( 49 ) وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله ) * * * * * * كان من نعته في كتبهم أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ، فلو قرأ وكتب وقع لهم الشك . .
وعن الشعبي قال : لم يخرج النبي من الدنيا حتى كتب وقرأ . وهو قول ضعيف لا يعتمد عليه ، [ وأظن ] أنه لا يصح عن الشعبي هذا ؛ لأنه كان عالما كبيرا . .
قوله تعالى : ( ^ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) أي : القرآن آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ، ويقال معناه : أن محمدا ذو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم . وقد صح عن النبي أنه قال : ' ( إن الله تعالى ) قال لي : بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرأه نائما ويقظانا ' وهو إشارة إلى ما بينا أن القرآن في صدور المؤمنين لا ينسخه ولا يغسله شيء . .
وقوله : ( ^ وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ) أي : الكافرون . .
قوله : ( ^ وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه ) يعني : مثل ما أنزل على عيسى من المائدة ، وأعطي صالح من الناقة ، وموسى من اليد والعصا ( ^ قل إنما الآيات عند الله ) يعني : إن الآيات عند الله يعطيها بمشيئته وإرادته . .
وقوله : ( ^ وإنما أنا نذير مبين ) قد بينا . واعلم أن الله تعالى قد أعطى رسوله محمدا المعجزات الكثيرة ، ولكنه لم يعطه على ما اقترحوا ، وقد كانوا يطلبون أن تكون الآيات على وفق إقتراحاتهم .