@ 149 @ .
( ^ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ( 56 ) وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرما يجبي آمنا إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن ) * * * * * * تعيرني نساء قريش ، فيقلن : جزع عند الموت ، لأقررت بها عينيك ' . وفي رواية : ' لولا أن تعيرك نساء قريش ، ويكون سبه عليك ، لأقررت بها عينيك ' . والأول في الصحيح ، فأنزل الله تعالى : ( ^ إنك لا تهدي من أحببت ) أي : من أحببت أن يهتدي ، وقيل : من أحببته لقرابته ( ^ ولكن الله يهدي من يشاء ) أي : يهدي لدينه من يشاء . .
وعن [ سعيد بن أبي راشد ] : أن هرقل بعث رسولا من تنوخ إلى رسول الله : فجاء إليه وهو بتبوك يحمل كتاب هرقل ، فقال له النبي : ' يا أخا تنوخ ، أسلم . فقال : إني رسول ملك جئت من عنده ؛ فأكره أن أرجع إليه بخلاف ما جئت ، فضحك النبي ، وقرأ قوله تعالى : ( ^ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) ' . .
وقوله : ( ^ وهو أعلم بالمهتدين ) وهو أعلم بمن قدر له الهداية . .
وقوله تعالى : ( ^ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) الاختطاف هو الاستلاب بسرعة . ويقال : إن القائل لهذا القول هو الحارث بن نوفل بن عبد مناف ، قال للنبي : إنا نعلم ما جئت به حق ، ولكنا إن أسلمنا معك لم نطق العرب ؛ فإنا أكلة رأس ، ويقصدنا العرب من كل ناحية ، فلا نطيقهم . .
وقوله : ( ^ أو لم نمكن لهم حرما أمنا ) أي : ذا أمن ، ومن المعروف أنه يأمن فيه الظباء من الذئاب ، والحمام من الحدأة .