@ 148 @ .
( ^ ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ( 55 ) إنك لا تهدي من أحببت ولكن ) * * * * * * المشركين كانوا يسبون مؤمني أهل الكتاب ، ويقولون : تبا لكم ، تركتم دينكم واتبعتم غلاما منا . فهو معنى اللغو المذكور في الآية . .
وقوله : ( ^ وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) أي : لنا ديننا ، ولكم دينكم ، وقيل : لكم سفهكم ، ولنا حلمنا . .
وقوله : ( ^ سلام عليكم ) ليس المراد من السلام هاهنا هو التحية ، ولكن هذا السلام هو سلام المتاركة ، ويقال معناه : سلمتم من معارضتنا لكم بالجهل والسفه . .
وعن بعض السلف أنه كان يسب فيقول : سلام سلام ، وعن بعضهم : أي قالوا قولا يسلمون منه . .
وقوله : ( ^ لا نبتغي الجاهلين ) أي : لا ندخل في جهل الجاهلين . .
قوله تعالى : ( ^ إنك لا تهدي من أحببت ) أكثر أهل التفسير أن الآية في أبي طالب ، وقد صح برواية أبي هريرة عن النبي أن أبا طالب لما حضره الموت ، دخل النبي وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية وغيرهما ، فقال رسول الله : ' يا عم ، قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال له أبو جهل وعبد الله بن [ أبي ] أمية : أزغت عن ملة الأشياخ ؟ فما زال رسول الله يقول ذلك ، وهم يقولون ، حتى كان كلمة قالها : أنا على ملة الأشياخ ) ) . والمعنى بالأشياخ : عبد المطلب ، وهاشم ، وعبد مناف . وهذا الخبر في الصحيحين ، [ وروى ] مسلم في صحيحه : أن النبي دخل على أبي طالب وقد حضره الموت ، فقال : ' يا عم ، أشهد أن لا إله إلا الله ؛ أشفع لك يوم القيامة ' . فقال : لولا أن