@ 125 @ .
( ^ فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ( 10 ) وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون ( 11 ) وحرمنا عليه المراضع من ) * * * * * * وقتادة والضحاك وغيرهم . .
والقول الثاني : أن قوله : ( ^ فارغا ) أي : فارغا من الحزن عليه لعلمها بصدق وعد الله تعالى ، وهذا قول أبي عبيدة ، وأنكر القتيبي وغيره هذا القول ، وقالوا : كيف يصح هذا والله تعالى يقول : ( ^ إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) ؟ والقول الثالث : ' فارغا ' أي : ناسيا للوحي الذي أنزل عليها ، والعهد الذي أخذ عليها بألا تحزني من شدة البلية عليه ، وهذا معنى قول الحسن ، وقرئ في الشاذ : ' فزعا ' ، وقد بينا أن معنى قوله : ( ^ فأصبح ) أي : صار ، وأنشدوا في هذا شعرا : .
( مضى الخلفاء بالأمر الرشيد % وأصبحت المذمة للوليد ) .
وقوله : ( ^ إن كادت لتبدي به ) قال ابن عباس : كادت تقول : يا إبناه . .
وقوله : ( ^ لولا أن ربطنا على قلبها ) أي : بالصبر ، وقيل : بالإيمان بالوعد ، وقيل : بالعصمة . .
وقوله : ( ^ لتكون من المؤمنين ) أي : من المصدقين ، وقوله تعالى : ( ^ وقالت لأخته قصيه ) في القصة : أن اسم [ أخته ] كانت مريم ، وقوله : ( ^ قصيه ) أي : اتبعي أثره ، ومنه القصص ؛ لأنها رواية يتبع بعضها بعضا . .
وقوله : ( ^ فبصرت به عن جنب ) أي : [ عن بعد ] ، وقيل : عن جانب ، وفي القصة : أنها كانت تمشي جانبا ، وتنظر مختلسة وتري الناس أنها لا تنظر . .
وقوله : ( ^ وهم لا يشعرون ) أي : لا يشعرون أن هلاكهم على يد موسى ، وقيل : وهم لا يعلمون أن الصبي موسى ، وأن طالبه أمه وأخته ، وأنشدوا قول الشاعر عن جنب بمعنى بعد :