@ 45 @ ( ^ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ( 5 ) إن الذين كفروا ) .
( ^ هم يوقنون ) من الإيقان وهو العلم ، وقيل : الإيقان واليقين : علم عن استدلال ، ولذلك لا يسمي الله تعالى موقنا إذ ليس علمه عن استدلال . .
قوله تعالى : ( ^ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) .
فقوله ( ^ أولئك ) يعني الذين وصفهم ( ^ على هدى ) أي : على رشد وبيان من ربهم . فإن قيل : لم ذكر الهدى ثانيا وقد وصفهم بالهدى مرة ؟ قيل : كرره لفائدة التأكيد أو يقال : الهدى الأول من القرآن ، والهدى الثاني من الله ، وفيه بيان أن الهداية من الله تعالى ومن كلامه كما هو مذهب أهل السنة . .
وأما ( ^ المفلحون ) من الفلاح ، والفلاح يكون بمعنى البقاء . يقال : أفلح بما شئت . أي : أبق بما شئت . وقد يكون بمعنى الفوز والنجاة . وأصل الفلاح القطع والشق ، ومنه سمى [ الزارع ] فلاحا ؛ لأنه يشق الأرض . وفي المثل : ' الحديد بالحديد يفلح ' ، أي : يشق . قال الشاعر : .
( قد علمت يا ابن أم صحصح % أن الحديد بالحديد يفلح ) .
أي : يشق . فمعنى المفلحين أنهم الباقون في نعيم الأبد ، والفائزون به ، والمقطوع لهم بالخير في الدنيا والآخرة . .
قوله تعالى : ( ^ إن الذين كفروا ) فالكفر مأخوذ من الكفر وهو الستر والتغطية ، ومنه يقال لليل : كافر ؛ لأنه يستر الأشياء بظلمته ، وسمى الزارع كافرا ؛ لأنه يستر الحب بالتراب ، ويسمى الكافر كافرا ؛ لأنه يستر نعم الله تعالى بكفره ويصير في غطاء من دلائل الإسلام وبراهينه . .
وقيل : الكفر على أربعة أنحاء : كفر إنكار ، وكفر جحد ، وكفر عناد ، وكفر نفاق .