@ 503 @ ( ^ الفاسقون ( 4 ) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ( 5 ) والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ( 6 ) ) * * * * تقبل بعد التوبة ذهب إلى أن قوله : ( ^ إلا الذين تابوا ) ينصرف إلى الكل سوى الحد ، وعن الشعبي : أن الحد يسقط أيضا بالتوبة ، وأما من ذهب إلى أن شهادة القاذف لا تقبل بعد التوبة قال : إن قوله : ( ^ إلا الذين تابوا ) ينصرف إلى قوله : ( ^ وأولئك هم الفاسقون ) فإن قيل : إذا قبلتم شهادة القاذف بعد التوبة ، فما معنى قوله تعالى : ( ^ أبدا ) ؟ والجواب عنه : قال الزجاج في كتابه : أبد كل إنسان مدته على ما يليق بقصته ، فإذا قيل : لا تقبل شهادة الكافر أبدا يراد به مادام كافرا ، وإذا قيل : لا تقبل شهادة القاذف أبدا يراد به مادام قاذفا ، وأما توبة القاذف فبإكذابه نفسه ، ويقال : بندامته على ما وجد منه . .
قوله : ( ^ وأصلحوا ) أي : استقاموا على التوبة . .
وقوله : ( ^ فإن الله غفور رحيم ) قد بينا من قبل . .
قوله : ( ^ والذين يرمون أزواجهم ) . يعني : يقذفون نساءهم بالزنا . .
وقوله : ( ^ ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) أي : غير أنفسهم . .
وقوله : ( ^ فشهادة أحدهم أربع ) بالرفع ، وقرىء بالنصب ' أربع ' ، فأما بالرفع فتقديره : فشهادة أحدهم التي تدرأ الحد أربع ، فيكون رفعا على خبر الابتداء ، وأما بالنصب فتقديره : فشهادة أحدهم أن يشهد أربع . .
وقوله : ( ^ شهادات بالله إنه لمن الصادقين ) يعني : فيما رميتها به من الزنا . .
قوله تعالى : ( ^ والخامسة أن لعنة الله عليه ) وقرىء : ' أن لعنة الله عليه ' بسكون